الخميس، 5 سبتمبر 2013

وكأنه يعيش بيننا الآن

وكأنه يعيش بيننا الآن، يطالع الصحف ويراقب الجماعة المحظورة بعد أن وصلت إلى سدة الحكم، ثم ما لبثت فيه بضعة شهور حتي عادت مره أخرى إلي السجون.. إنه العبقري والشاعر الكبير بيرم التونسي والذى خط بيده كلمات من ذهب تجسد واقعنا اليوم، وكأن عقلية جماعة الإخوان وهدفها، لم يتغيرا منذ كتابة القصيدة في عام 1954 وفي أعقاب محاولة عناصرها، اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر..
يقول بيرم فى قصيدته الرائعة
كفاية يا مصر لو يبقى الهضيبي .. وأعوانه على عرش الإمارة
وسيد قطب يعطوه المعارف.. وسيد فرغلي ياخد التجارة
وعودة يعودوه ضرب المدافع.. وسي عبد الحكيم عابدين سفارة
وسي عبد العزيز أحمد يسوقها.. ويتولى المواصلات بالإشارة
وكل جهاز تتعين عيلة.. عمد في كل قرية وحارة
محافظ مصر خريج الدباغة.. وتحته وكيل خريج النجارة
ويقني الكمساري أكبرها عزبة.. ويقني السمكري أضخم عمارة
وتخلص مصر من عيلة الدخاخني .. إلى عيلة الخواتكي أو شرارة
ويومها تحلق الإخوان دقونها.. ويترص الحشيش ملو السيجارة
ووحياتك لا أيد اللص تقطع .. ولا تبطل مواخير الدعارة
ويبقى الشعب هواه في الفلافل.. وطرشي الحاج سيد والبصارة
هذه القصيدة تقول بوضوح أن مرشد الإخوان مأمون حسن الهضيبي، لم يكن يشغله وقتها سوى عرش الإمارة وحكم مصر، وهو ما وصل إليه مرشد الإخوان المحبوس، محمد بديع، ثم ينتقل بيرم للصف الثاني سيد قطب وسيد فرغلي وكلاهما كانا عضوين في مكتب إرشاد الجماعة، الأول يشبهه إلي حد كبير المرشد الحالي محمود عزت، باعتباره العقل المدبر للجماعة، والثاني خيرت الشاطر الخبير في شئون التجارة والبيزنس.
ويتشابه عبد القادر عودة إلي حد كبير مع محمد البلتاجي، مسئول التسليح والتدريب في التنظيم، وعبد الحكيم عابدين والذى اتهم بتعدد علاقاته الجنسية بنساء الجماعة، فيأتي نظيرًا له، الآن، محامى الجماعة أحمد أبو بركة، والذى انتشرت له مقاطع فيديو مع حسناوات.
وينتقل بيرم بسلاسة إلي مشروع التمكين وما عرف بأخونة الدولة، ليتحدث عن أحد أهم مشروعات الجماعة والذي يتجسد في تعيين الأقارب والقيادات في كل حي وكل حارة دون النظر إلى الكفاءة، فيصبح الكمساري "الإخواني" صاحب أكبرها عزبة.. ويقني السمكري أضخم عمارة، وهو ما تكرر قبل أيام عندما تم تعيين أسامة صالح وزيرا للاستثمار بعد أن عمل كمندوب مبيعات بشركة فودافون.
كذلك تعيين أسامة ياسين المسئول عن تدريب ميليشيات الإخوان والفرقة 95 إخوان، وزيرًا للشباب والذى بدأ في خطة استبدال للقيادات الموجودة بآخرين من أبناء التنظيم، وتغيرت العائلات الحاكمة من "عز- وثابت- والجمال- والشريف – والشاذلي" إلي "الشاطر- والحداد- ومالك".
التونسي تنبأ بما شهدته مصر من تناقض علي يد جماعة الإخوان، فلا محال للخمور أغلقت ولا ملاهي ليلية تغير نشاطها، فعلي العكس تم المد ثلاثة أعوام لتصاريح الملاهي والبارات، ونظم حزب الحرية والعدالة حفلات رقص وغناء لم تخلو من العري في المدن الساحلية، في حين لم تطبق الجماعة الشريعة ولم تقطع يد السارق .
التونسي تنبأ أيضا بواقعة حلق الذقون، فقد تخلت قيادات الجماعة عن ذقونها وأزالتها خوفًا من الملاحقة الأمنية، ليصور بيرم، الغائب الحاضر بكلمات قديمة واقعنا الحديث.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons