
إنه ليس مستنقعا للفساد يسقط فيه الشخص رغما عنه فيتلوث بما
فيه , وليس مستودعا للفساد تم تخزين الفاسدين المعدين مسبقا فيه , إنما هو
مصنعا للفساد يتوالى الإنتاج فيه وتتعدد السلع المنتجة فيه وتأخذ أشكالا
متعددة لكل منها مهمته , وتصب فى النهاية لصالح الفساد المتعدد المقاصد ,
من فساد أخلاقى إلى فساد إجتماعى إلى فساد إقتصادى إلى فساد سياسى إلى
إنحلال تام فى كل بنية الدولة , بهدف واحد ووحيد هو تسكين الفوضى فى كل ركن
من أركانها وتركيع الدولة تماما , ولن يتم هذا إلا إذا تآكلت الدولة من
الداخل وللأسف , على يد حفنة من أهلها , سواء يعرفون مايفعلون أو يجهلون عن
عمد ما سينتج عن عمالتهم , وذلك فى مقابل حفنة دولارات حقيرة مثلهم تماما
ملوثة بالخزى...