الجمعة، 8 نوفمبر 2013

البداية والنهاية

هل كان يدرى بالطريق الذى سيسلكه والمصير الذى سيؤول إليه , والإنسان ليس مسيرا ولكنه مخير , يختار الطريق الذى يسلكه بكامل إرادته وبالتالى يتحمل نتائجه سواء كانت بالخير أو بالشر , ربما لايجد من يصدقه النصح حتى من أقرب المقربين له , وربما يُضلل فيعتقد أن مايفعله هو الخير وهو فى حقيقة الأمر شر مطلق .
وُلد فى الثامن من أغسطس عام 1951 فى قرية العدوة, فى مركز ههيا بمحافظة الشرقية, ونشأ فى قريته وسط عائلته المصرية البسيطة المكونة من أب فلاح وأم ربة منزل وخمسة من الأشقاء , ئلاثة أخوة وأختان , وكان هو الإبن الأكبر لوالديه .
خاض مشوارا ناجحا فى التعليم , فقد كان متفوقا عبر مراحل التعليم المختلفة فى مدارس محافظة الشرقية وإنتقل بعدها إلى العاصمة للدراسة فى كلية الهندسة جامعة القاهرة , ولأنه متفوق كالعادة حصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة عام 1975 بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف ونتيجة لذلك عمل معيدا بالكلية , وبعد تخرجه تم تجنيده وخدم بالجيش المصرى لمدة عام فى الفترة من عام 1975 إلى عام 1976 مجندا بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة .
بعد إنتهاء فترة تجنيده بعام فى 1977 , كانت النقلة المحورية فى حياته عندما إنتمى لتنظيم الإخوان المسلمين فكرا كما حدث للكثير من أمثاله , ثم إنضم لها تنظيميا فى أواخر عام 1979 وفى خلال تلك الفترة مابين الإنتماء والإنضمام للجماعة , تزوج فى عام 1978 ورزقه الله بخمسة من الأبناء , أربعة من البنين وبنت واحدة . وحصل على ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978وبعدها حصل على منحة دراسية من بروفيسور كروجر من جامعة جنوب كاليفورنيا لتفوقه الدراسي، وعلى دكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 .
وإنخرط فى عمله مع الجماعة وعمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992. ترشح لإنتخابات مجلس الشعب 1995، وإنتخابات 2000 ونجح فيها وأنتخب عضوًا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. وفى إنتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه. وكان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.وقد اختير عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.وشارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004؛ كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011، وأنتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة .
إنه محمد محمد مرسى عيسى العياط الذى إختار طريقه بكامل إرادته , كان يمكن أن يكون نافعا لبلده ولأهل بلده خاصة عندما وهبه الله فرصة عمره وجعله رئيسا لجمهورية مصر , التى لم تكن ساعتها " بلده " وإنما مجرد سكن " بحكم إيمانه بالجماعة وبمبادئها , وولائه المطلق لها , ولا تتساءل أين ذهب ذكاؤه وفطنته وتفوقه وعقله الراجح الذى كان يفترض منه أن يطلق الجماعة طلاقا لا رجعة فيه ويسجد لله شكرا ويستغل مواهبه التى حباها الله له فى خدمة وطنه وشعبه .
ألم يجد نصحا صادقا حتى من أقرب المقربين له , ألم يجد نصحا من زوجتة أو إبنه الأكبر الطبيب أو إبنته الكبرى خريجة العلوم , دعك من الثلاثة الآخرين الذى ساروا على نهج أبيهم من البداية , وكان لا بد من النهاية الحتمية لكل من يتصدى لآمال وطموح شعب كسر حاجز الخوف وذاق طعم الحرية ورفض أن يعيد الكرة وبطريقة أمر وأسوأ , خرجت له الجماهير فى مظاهرات حاشدة مطالبة برحيله وبأعداد زلزلت العالم لتقول له حان أوان المغادرة , لقد فتحنا لك صدورنا وتفاءلنا بك خيرا ولكنك خذلتنا وعملت لصالح جماعة إرهابية تستغل الدين لتحقيق مآربها البعيدة كل البعد عن الدين .
وما بين البداية المبشرة بإنسان سوى والنهاية التى ألقت به فى غياهب السجن , يدفع مرسى الثمن الآن , وأتساءل هل يأتى على خاطره أى نوع من الندم على تحول مساره الطبيعى فى الحياة إلى مسار شاذ أودى به إلى التهلكة , ولا ينفع البكاء الآن ولا ينفع الندم , ضاعت منك الفرصة تلو الأخرى بتعمد منك وإستكبار غرسته فيك تعاليم الجماعة التى لا وطن لها . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons