الأحد، 3 نوفمبر 2013

الجريمة والعقاب

المتهم محمد محمد مرسى عيسى العياط , رئيس مصر السابق المعزول من حكمة بإرادة ملايين المصريين فى 30 يونيو , أكبر ثورة شعبية فى التاريخ لم تشهد مثلها الكرة الأرضية منذ بدء الخليقة , موعده مع المحاكمة والمثول فى قفص الإتهام فى 4 نوفمبر 2013 فى جريمة التحريض السافرعلى قتل المتظاهرين السلميين العزل أمام وداخل وعلى أسوار قصر الإتحادية عمدا ومع سبق الإصرار يوم 5 ديسمبر 2012 أى بعد مرور إحدى عشر شهرا على الجريمة مصداقا لقول الله تعالى إن ربك لبالمرصاد .
بدأت الوقائع مع إعلان مرسى الدستورى الديكتاتورى فى 22 نوفمبر 2012 والذى جعل منه إلها على الأرض , وقامت الدنيا ولم تقعد وكانت سببا فى أزمة سياسية حادة دفعت تحالف قوى المعارضة والتى كان يتزعمها وقتها البرادعى وصباحى وموسى إلى دعوة الجماهير للتظاهر والإعتصام أما قصر الإتحادية , بدأت بالآلاف ووصلت إلى أكثر من مليون فى نهاية اليوم , ورددت الجماهير هتافات طالت الرئيس ومشروع دستورة الملفق , ومع الإرتباك الذى حدث وتخوف الجميع من إقتحام الجماهير للقصر وهو مايعنى سقوط شرعية الرئيس فورا , كان الحل هو خروج الرئيس من القصر هاربا فى سيارة كادت تفتك بها الجماهير لولا تدخل العقلاء لمنع الإعتداء عليه .
المأساة كمنت فيما تلى ذلك من أحداث , تجلى هذا فى إنعدام كفاءة بعض رموز قوى المعارضة عندما طالب البرادعى وصباحى شباب الدستور والتيار الشعبى بفض الإعتصام ومغادرة الاتحادية وبهذا الإجراء الجاهل الغشيم ولن نقول المتعمد كشفوا ظهر باقى الشباب المعتصم فحدثت المجزرة التى رتب لها مرسى مع إخوانه وأعطت حكم مرسى قبلة الحياة وكان قد قارب النهاية خاصة عقب استقالة مستشاريه.
طلب مرسى من قائد الحرس الجمهورى فض الإعتصام بالقوة ورفض القائد تنفيذ الطلب خشية حدوث مجزرة , وعاود الطلب عدة مرات متهما قائد الحرس بعصيان الأوامر ورفض القائد تنفيذ الأمر , وطلب مرسى من وزير الداخلية فض الإعتصام بالقوة وجاء الرفض أيضا من جانبه حتى لا تحدث مذبحة أمام القصر , فما كان من مرسى وأعوانه إلا إستدعاء ميليشيات الإخوان تنفيذا لأمر مكتب الإرشاد الحاكم الفعلى وقامت هذه الميليشيات بترويع المعتصمين وتمزيق خيامهم والتعدى عليهم بالضرب المبرح الذى لم يفرق بين رجل وإمرأة , وقامت تلك الميليشيات باستعراض للقوة أمام القصر لإرهاب الشعب , وتوالت الأحداث عندما خرجت الجماهير لحماية المعتصمين فتعرضوا للضرب والقتل والتعذيب على أسوار الإتحادية وداخل القصر نفسه فى إرهاب فاق كل الحدود , وتوالى سقوط القتلى وعددهم تسعة قتلى منهم شهيد الصحافة الحسينى أبو ضيف , والجرحى بالمئات أمام قصر الاتحادية فى مشهد مروع وجريمة نكراء إرتكبها رئيس ضد شعبه , ولم يكتفى مرسى , عضو الجماعة ومندوبها فى قصر الرئاسة بهذا بل خرج فى اليوم التالى ليعلن أمام مؤيديه فى حشد أمام القصر القبض على كثير من المتآمرين وإعترافهم بإرتكاب جرائم وأنه تم تحويلهم للنائب العام الملاكى له لكى يزيد فى طغيانه بحبسهم لولا المستشار مصطفى خاطر، المحامي العام السابق لنيابات شرق القاهرة الكلية أمر بالإفراج عن هؤلاء المعذبين لعدم ثبوت أى شئ ضدهم ولأنهم ضحايا وليسوا جناة بالرغم من تعرضه لضغوط أثناء تحقيقه فى هذه القضايا الملفقة وضغوط بعد قراره بالإفراج عن الضحايا , ضغوط برعاية من الرئيس ونائبه الخاص المستشار طلعت عبدالله , هذا الوجه الجامد الخادم المطيع للجماعة .
جاء يوم القصاص يا مرسى بعد إحدى عشر شهرا من إرتكابك للجريمة , ومهما أنكرت التهمة ومهما أنكرت المحاكمة وتماديت فى إدعائك بأنك الرئيس الشرعى , وما كنت ستصبح رئيسا لو تم إقتحام القصر يوم 4 ديسمبر لولا التصرف الأحمق من البرادعى وصباحى , ستدفع الثمن أنت وأعوانك ليس فى هذه القضية فقط بل فى عشرات أخرى تنتظرك أنت وجماعتك الإرهابية .
الشعب المصرى فى إنتظار رؤيتك خلف القضبان لتدفع ثمن طغيانك وتحاكم على جرائمك تماما كما حدث مع سلفك مبارك " وهو بالمناسبة رئيس شرعى " , الشعب المصرى أعلنها أنه لا طغيان بعد الآن ولابد أن تفهم أنت وأعوانك من مصاصى الدماء الملتحف برداء الدين أن عصر الإستبداد قد إنتهى إلى غير رجعة , ولن تنفع أمريكا التى " ندمت على فعلتها " ولن تنفع قطر التى نضب مالها عليك وعلى جماعتك ولن ينفع أردوخان وقمصانه وعلاماته الصفراء التى يصنعها فى تركيا لأن الإفلاس آت لا ريب فيه وسيحاكم هو الآخر من شعبه , ولن تنفع قناة العهر والعار التى تنشر الأكاذيب بعد أن تتعرى أمام العالم فى فضيحة القرن .
وكلمة لابد منها أهمس بها فى أذنك أيها الشرعى قبل دخولك القفص , ألا تعلم بأن الله هو حامى هذا البلد , هل عرفت الآن من كنت تواجه ولماذا كان السقوط وكان العقاب ؟ لإن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا , وأنت لم تكن كذلك .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons