الاثنين، 19 أغسطس 2013

عرايا

غريب جدا أن تتحول كبرى بلدان الإنحاد الأوروبى من كونها دول الإستعمار القديم التى نهبت ثروات الشعوب وأهدرت دماء أبنائها وروعتهم بظلم حكمها بمعاونة بعض التابعين الذين باعوا أوطانهم من أيناء تلك البلدان الذين باعوا أنفسهم للشيطان الإستعمارى , يُؤمرون بالسمع والطاعة كأنهم أغنام لا تفعل إلا مايأمرها به سيدها , أقول غريب أن تتحول تلك الدول من الهيمنة والسيطرة والتسلط لتصبح هى نفسها بعد إضمحلال إمبراطوريتاها الإستعمارية تابعا أمينا وذليلا وأغناما تُؤمر قتطاع من سيدها الجديد القابع فى البيت الأبيض أيا كان , أبيض أو أسود , كلاهما له نفس التوجه مع إختلاف الأساليب وأدوات العصر .
بريطانيا العظمى الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس والتى إرتكبت من الجرائم والمذابح فى بلدان الشرق الأوسط والأدنى والأقصى وفى بلدان أفريقبا , تتحول إلى تابع ذليل مسكين للبيت الأبيض الأمريكى الذى تقوده قوى الشر من الصهيونية العالمية , تأمرها أمريكا أن تؤيد هذا , فتؤيد , وأن تدين هذا , فتدين , لا فرق بينها وبين جماعة الإخوان فى مصر أو فى غيرها , الهدف الأول لهما هو المصلحة أيا كانت الطريقة التى يحصلوا بها على تلك المصلحة .
فرنسا التى إرتكبت مذابح فى كل الدنيا وقتلت مليون شهيد فى الجزائر وحدها , أصبحت هى الأخرى من الأتباع الأذلاء , لا يختلفون كثيرا عن بائعات الهوى التى تمتلأ بها بلدهم , ضاعت منهم بهجة الدنيا بعد أن فقدوا سيطرتهم على البلاد التى إستعمروها وتحولوا بالتالى إلى عبيد للسيد الجديد , يؤمرون فيطيعون , بلا عقل , بلا ضمير , بلا أدنى إحترام للنفس أو للغير أو خجل من تحولهم المشين , من مرتكبى أبشع الجرائم الإنسانية وسحق لحقوق الإنسان , إلى مدافعين عن حقوقه , وحقوق الإنسان بريئة منهم ومن ضلالهم وهل للإحوان المجرمين حقوق .
ولن أحدثك عن ألمانيا وما فعلته فى العالم أجمع , حتى مع حلفائها الحاليين , هذا الجبروت  الألمانى تحول إلى كائن أليف مطيع , يسمع ويطيع أسياده فى البيت الأبيض الذى فاق الجميع فى جرائمه ومذابحه مستترا بحقوق الإنسان والعدالة والديموقراطية ولن أحدثك عن الدانمرك التى أهانت الإسلام والرسول الكريم بإدعاء حرية الرأى والتعبير فتسير فى ركب الدفاع عن المجرمين هى الأخرى وغيرهم وعيرهم من الأغنام الأوروبية .

عرايا , يقفون بلا خجل أمام العالم عرايا , يدافعون عن جماعة دموية قاتلة مجرمة , يقيموا الدنيا ويقعدوها ومؤتمرات هنا وإجتماعات هناك والتهديد بكل أنواع العقوبات الجاهزة لديهم لمجرد أن شعب مصر الحر قد أفلت من بين أنيابهم وإستعاد حريته وإستقلاله , ليست مصر فقط فهم يعلمون أنهم لو تركوا مصر فيتبعها الكثيرون من الباحثين عن الحرية والكرامة والعدالة وهنا ستكون نهايتهم وهى قريبة أقرب مما يتصورون , وكما سقطت الإمبراطوريات الكبرى فى الماضى ستسقط الإمبراطورية الأمريكية فى الحاضر , أصبحت أمريكا بنيانا متهالكا متصدعا وسينهار على رؤوسهم ليذوقوا ماذاقته الإمبراطوريات السابقة من مذلة , وهل هناك أصدق من كلام الله العلى القدير " قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) " من سورة آل عمران .     

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons