الجمعة، 17 مايو 2013

الإخوان فرينزى

frenzy كلمة إنجليزية تتعدد معانيها مابين إضطراب الجنون والهياج الجنونى والهوجة الجنونية لتؤدى إلى مفهوم واحد فى النهاية وهو , السعار أو السرعة , كما بالضبط فى حالة شخص يلتهم الطعام إلتهاما , لا يفرق بين نوع وآخر , المهم هو إلتهام الطعام فتفول عنه أنه جاءته حالة سعار فى الأكل , أو كاللعبة الشهيرة  feeding frenzy المعروفة بإسم السمكة والتى تلتهم فيه الأسماك بعضها البعض , لاهدف إلا الإلتهام والمزيد من الإلتهام .
هذا هو حال مصر والمصريين بعد أن تولى الإخوان الحكم فى أكبر عملية خداع وتزييف شهدتها مصر ليدرك الشعب بعد أن فات الأوان أنه وقع ضحية لمن لا يرحم ولا يعدل ولا يبنى , إنما مهمته الوحيدة هى تجريف وتخريب مصر ونحويلها إلى شبه دولة أو إلى ولاية فى مشروعهم الوهمى الخادع المسمى بالإسلامى .
إنهم ينقضون وبكل لهفة فى حالة من الهوجة الجنونية للإستيلاء على كل مفاصل الدولة بدءا من الإستيلاء على وزارة الداخلية لتكون عصا الأمن والذراع الرهيبة لها فى تأديب المعارضين , ومنها إلى إستقطاب بعض من رموز القضاء الذي نسوا الله ونسوا واجب العدالة وإنضموا إلى تنفيذ الأوامر من أجل سلطة أو منصب ومن محافظ إلى إدارة محلية إلى وزراء إلى وكلاء وزارات , إعتداء غاشم على القضاء , تحريض سافر ضد مؤسسة الجيش , تحريض فاضح ضد مؤسسة الأزهر تمهيدا للإنقضاض عليهم فى ضربة أخيره تمكنهم من حلمهم الذى حلموا به طوال ثمانين عاما وجاءتهم الفرصة على أنقاض ثورة يناير الذين أحسنوا إستغلالها وأدعوا ملكيتها والتحدث بإسمها , وجاء دور التنكيل بالثوار وإرهابهم من خلال حملات الإعتقال والتعذيب الذى وصلت فى بعض الحالات إلى القتل .
وتحولوا إلى المناهج الدراسية فى المدارس والجامعات ليبثوا فيها أفكارهم وحولوا الإعلام الحكومى من صحف وإذاعة وتليفزيون إلى بوق يذيع أكاذيبهم ويروج لها , إلى فرض قوانين جائرة يعدها لهم مجلس شورى لم ينتخبه أحد ومطعون فى دستوريته كما هو مطعون فى دستورية النائب العام المعين الذى جاء لينفذ إرادة الإخوان , يفرض تنفيذ الأحكام على خصومه ويرفض تنفيذها على رجاله .
فعل الإخوان فى عشرة أشهر ما لم يفعله أكبر الطغاة على مر العصور التى مرت بها مصر برعاية رئيس متهم بالهروب من السجن ومتهم بالتزوير فى الإنتخابات التى جاءت به وأصبحوا ورقة مكشوفة للجميع من الصغير إلى الكبير من المتعلم إلى الجاهل من كل طوائف وأفراد الشعب الذين أيقنوا وأدركوا حجم الخديعة الكبرى التى طالتهم حين تولى أمرهم رئيس منهم وليس من الشعب , الشعب الذى جاءت حملة تمرد لتعطيه الفرصة للتعبير عن غضبه والتخلص من المستعمر الإخوانى الجديد .
ذرة من عقل , أن يتأنى هؤلاء قليلا ولو من باب الخداع الذين يتقنوه فى تنفيذ مآربهم , ولكن هيهات , إنه السعار أو جنون السعار وحب الإلتهام والإستحواذ وكأنهم يلتهمون آخر زادهم , ويبدو أنه فعلا آخر زادهم , إنهم الآن فى حالة التيه والزهو والخيلاء وكأن الدنيا قد دانت لهم ولم يتعلموا من دروس التاريخ , والتاريخ الأقرب لهم , وهو درس مبارك , الذين كانوا حتى اللحظة الأخيرة يتملقونه ويتفاوضون معه على جزء أكبر لهم مستغلين الورطة التى كان فيها ولم يتصوروا للحظة سقوطه , وقد سقط .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons