الأربعاء، 15 مايو 2013

إما ... أو

الإختيار دائما صعب , إما السئ أو الأسوأ .
هذا هو الحال بعد 25 يناير .
عندما قام الشعب المصرى مدفوعا بتقدم شبابه بثورته يوم 25 يناير تم تحذيره ودفعه إلى خيارين , بين الإبقاء على مبارك أو مواجهة الفوضى ولكنه إستطاع خلال 18 يوما إسقاط الطاغية ثم عاد إلى بيته راضيا مرضيا ووضع ثقته فى المجلس العسكرى.
وخلال 18 شهرا كانت الثورة تسرق ونباع لصالح الإخوان المسلمين تحت غطاء المجلس والأمريكان , وبعد الإستفتاء الملعون " إستفتاء  الجنة والتار " وإنتخابات البرلمان " الملعوب فيها بعقول البسطاء " , تم دفع الشعب المصرى إلى خيارين آخرين لإختيار الرئيس , إما مرسى وإما شفيق , وكما كان الشعب مخدوعا من الإخوان فى السابق وأدرك خديعته متأخرا , تعرض الليمون لأزمة فى مصر لكثرة الطلب عليه لكى ننتخب مرسى الإسلامى وننجو من شفيق الفلولى .
وجاء مرسى وإخوانه ليجعل الشعب المصرى يدرك أن حكم مبارك ومن بعده المجلس العسكرى كان حكم ملائكة قياسا بفترة العشرة شهور التى قلب فيها مرسى البلد رأسا على عقب وأذاق الشعب الأمرين , مرارة فقدان الثورة ومرارة الجوع والحاجة والإعتقالات والسجون وقمع المعارضين والإعلام والقضاء مستعينا بنائب عام خاص وقضاء خاص ووزارة داخلية خاصة , مما دفع الشعب بعد أن يأس من الإحتجاجات والمظاهرات التى لا تؤثر فى الجماعة الحاكمة إلى الإستنجاد بالجيش .
 وهنا جاء الخيار المر الثالث على لسان وزير الدفاع , أن نزول الجيش معناه أن ننسى مصر 30 أو 40 عاما وأن على الشعب أن يتحمل الوقوف أمام صناديق الإنتخابات , ومرة أخرى إما صناديق الإنتخابات المشكوك فيها بالكامل أو التهديد بشبح الحرب الأهلية .
وهكذا فى كل مرة , إما مبارك أو الفوضى , إما الجنة أو النار , إما مرسى أو شفيق , وأخيرا وزير الدفاع , إما الرضى بالحال أو الحرب الأهلية , هكذا يعاقب الشعب على ثورته التى لم ينساها ولن ينساها , قد يتلقى الضربات من هنا ومن هناك , ممن وثق بهم أو ممن أعطاهم الأمان وخذلوه , ولكن مكسبه الوحيد كان سقوط حاجز الخوف , فلا خوف إذن على الثورة طالت الأيام أم قصرت .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons