الجمعة، 27 يوليو 2012

سيديهات 1 " قصة قصيرة "

سيديهات " 1 "
كانت المرة الثانية الذى أذهب فيها لشراء سيديهات من شاب ملتحى يقف قرب ناصية شارع فى واحد من أكثر الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية , وكان قريب لى قد وصف لى هذا الشارع الذى لايزيد عرضه عن ستة أمتار ولكن إزدحامه بالمارة وإشغالات الطريق ومنها الطاولة التى يعرض عليها الشاب بضاعته يجعلك تشعر وكأن عرضه لايزيد عن متران , والأغرب إننى ميزت هذا الشارع حتى لا أتوه عنه فى زياراتى التالية بوجود
صندوق قمامة على رأسه مملوء عن آخره وتفيض منه القمامة و تتناثر لتشغل مساحة تتجاوز 2 متر مربع حوله .
وكان الشاب الملتحى قد أخبرنى فى المرة السابقة أنه يحضر لهذا الشارع مرة واحدة فى الأسبوع يبيع فيها السيديهات ويحضر الدرس الذى يلقيه أحد شيوخ السلفيين فى المسجد المقابل لطاولة بضاعته وهو مسجد مشهور بتجمع السلفيين فيه كما أخبرنى قريبى , وكان معظم مايعرضه هذا الشاب هو لسيديهات دروس دينية لكثير من الشيوخ والدعاة بعضهم أعرفه وبعضهم لا أعرفه وأخرى للقرآن الكريم والأحاديث النبوية والباقى لبعض البرامج والألعاب التى تجذب الأطفال والشباب .
حدثت هذه الواقعة منذ سنوات قليلة وفى بداية عهدى بالكمبيوتر والتى جاءت متأخرة كثيرا ولذا كنت فى نهم لإقتناء أكبر عدد من هذه السيديهات من كل نوع فلم يكن لدى وقتها إشتراك فى شبكة الإنترنت فكانت هذه السيديهات بالنسبة لى كنز من المعرفة وإبهار لم أعهده وأهم مافيه أنه تحت يدى أستدعيه وقتما أشاء , والغريب أنه فى ذلك اليوم ما أن دخلت الشارع وكان قبل صلاة العصر بحوالى نصف ساعة حتى وجدته مزدحما بجمهرة كبيرة من الشباب الملتحى متشابهى الزى واللحى وغطاء الرأس والجلباب القاتم اللون ومن تحته البنطلون وفوقه المعطف الشهيرالصينى الصنع ( سويتر أو جاكت) إتقاءا للبرد , ولاتجد أى إختلاف بينهم اللهم إلا فى طول اللحى أو حجم زبيبة الصلاة المختلفة الأحجام والأشكال على جباههم وكأنهم يتنافسون على لقب صاحب أطول لحية أو أكبر زبيبة صلاة . ورأيت بعض هؤلاء الشباب يقفون فى مجموعات من ثلاث أو أربع أو أكثر يتناقشون فى نهر الشارع الذى لم يكن فى حاجة لمزيد من الإزدحام ورأيت آخرون يدخلون ويخرجون من المسجد أو يدخلون ويخرجون من المكتبة المواجهه للمسجد أو يقفون على بابها فى حلقات نقاش وكل منهم بلا إسثناء يحمل كتابا مجلدا أو أكثر فى يده أو تحت أبطه , وسألت الشاب عن سر هذا التجمع الكبير فأخبرنى بأنه يوم الدرس الدينى للشيخ فلان فقلت له إننى لم أجد هذا التجمع قى المرة السابقة فقال لى أن الدرس يكون عادة بعد صلاة العصر وربما أكون قد حضرت فى ذلك اليوم مبكرا عن هذا الموعد . 
وبعد أن إشتريت بعض ما أريد , سألت الشاب عن بعض البرامج فأخبرنى بأسفه لعدم وجودها وقال أنه ربما يحضرها فى الأسبوع القادم ولكنه للحق أشارإلى المكتبة التى تبعد عنه خطوات والمكتظة بأصحاب اللحى داخلها وخارجها وقال لى أنه يمكننى أن أسأل عنها هناك ربما أجدها ودفعت له نقوده وشكرته وإتجهت وسط زحام الشباب إلى المكتبة والتى كانت تشغل جزءا كبيرا من الرصيف خارجها وُضعت عليه أرفف للكتب وللسيديهات والتى كانت أيضا تمتلأ بها كراتين كبيرة وضعت على الأرض بجانب الأرفف .
وما أن إقتربت من باب المكتبة لأدخل حتى فاجأنى ...   يتبع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons