الثلاثاء، 5 يونيو 2012

مقال " المباراة الكبرى والمعجزة "

                      المباراة الكبرى والمعجزة


يتبارى الآن فى كسب ود الشعب المصرى وبالتالى أصواته فى إنتخابات الإعادة كل من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ولكن الشعب المصرى مازال يعيش الصدمة ولم يفيق منها منتظرا معجزة من السماء تغير الوضع القائم وعينه على اللجنة العليا للإنتخابات وقرارها النهائى .
العائلات المصرية إما أصبحت منقسمة أو ممتنعة , منقسمة فى أرائها فى منح أصواتها لهذا أو ذاك أو أعلنت الإمتناع عن التصويت فهى لا تريد أى من المرشحان وكلهم حسرة على الشهداء الذين ضاعت دمائهم هدرا .
أليست هذه مصيبة ؟ أن نقع فى فخ له بابان , إذا خرجت من الباب الأول وجدت الطماع المستحوذ الذى لايصدق فى معظم وعوده ويريد أن يقلب البلد رأسا على عقب , واذا خرجت من الباب الثانى وجدت حليف النظام المباركى والمتهم بالعديد من التهم أولهما القتل فى موقعة الجمل , أى أن على الشعب أن يختار بين طامع ومتهم .
الأول تدعمه جماعتة التى كانت سبب كل البلاء الذى واجهنه الثورة والعقبات التى عرقلت مسيرتها , الجماعة لا تعرف إلا نفسها ومصلحتها والتى تريد الإستيلاء على كل مقدرات البلد بداية من البرلمان وإنتهاءا بالرئاسة .
والثانى تدفعه وتشد من أزره وتتآمر لمصلحته فلول النظام ورجال الأعمال المستفيدين من بقاء الحال على ماهو عليه ومن البنية الإدارية الفاسدة التى تربت على يد نظام مبارك .
معنى إمتناع الشعب عن تأييد هذا أو ذاك أن تكون المواجهة بين الإخوان منفردين وما تبقى لهم من مؤيدين وبين سطوة النفوذ والمال والإدارة ويضاف إليهم من خدعوا بالكلام عن الأمن . ولن يكون الأمر إذن فى صالح الإخوان وسيخسروا معها كل شئ وسيأتى لهم نظام يعيدهم مرة أخرى إلى الظلام .
الآن يتبارى المرشحان فى الحديث عن الثورة والثوار ويحاول كل منهما إستمالتهم لصالحه والذى لايعرفه كل منهما أن الشعب كله لم يعد يصدق وعود أى منهما .
وحسم الأمر ليس فى يد أحمد شفيق لأن أدواته التى يعتمد عليها معروفه ومهما فعل فلن تزيد أصواته عن الربع الذى حصل عليه من إجمالى 20 مليون صوت وكذلك ليس فى يد محمد مرسى فلن يزيد عدد مؤيديه عن الربع الذى حصل عليه , ولكى يكسب محمد مرسى عليه أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل لتقلب الموازين لصالحه , عليه أن يقدم دليلا فعليا على صدق وعوده حتى يكسب أصوات النصف الذى منح أصواته للمنافسين الآخرين , فهل يفعل أم ينتظر الهزيمة القاسية ونجاح المنافس المرفوض الذى يريد إعادة إنتاج النظام القديم ويخفى عليه أنه بذلك سوف يعيد إنتاج الثورة من جديد .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons