الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

كلاكيت ... تانى مرة

لايريد حزب النور السلفى الممثل للدعوة السلفية أن يفهم ويستوعب ماجرى من الإخوان وماجرى لهم والمتمثلة فى تجارة بائرة بالدين لم تعد تخفى على أحد ولم يعد يصدقها أحد , لا يريد القائمون على أمور هذا الحزب الذين نسوا أمور " الدعوة " وإنغمسوا بشدة فى أمور السياسة ومطامعها وغنائمها , لا يريد هؤلاء أن يفهموا أن المؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين وأن المصريين وهم والحمد لله مؤمنون وموحدون بالله ويعرقون فى أمور دينهم الصحيح أكثر مما يعرف هؤلاء من كتنبهم الصفراء التى لا يتوافق معظمها مع صحيح الدين الإسلامى السمح , لا يريدون أن يفهموا أن المصريين لن يرجعوا للخلف مرة ثانية ولن يكرروا الخطأ مرة ثانية وأن المصريين لن ينسوا أبدا تحالفهم البغيض مع الإخوان من أجل السلطة وليس من أجل الدين عندما روجوا للدستور أولا فى بداية الثورة رافعين شعار الجنة والنار , ولا يمكن أن ننسى ودورهم فى دستور مرسى المعطل الذين صاغوا مواده حسب هواهم وهوى الإخوان لكى يحققوا مرادهم .
ولأنهم أهل دين وياللعجب , لم يثقوا أبدا فى الإخوان الذين خلعوهم وخدعوهم المرة تلو الأخرى حتى خرجوا خاليين الوفاض اللهم إلا من تلك المواد  الرديئة التى وضعوها فى الدستور وهى الترضية الوحيدة التى جاد بها الإخوان عليهم , ولأنهم أهل دين وأدركوا حجم الخديعة , سارعوا بلقاء أحمد شفيق قبل إعلان نتيجة الرئاسة ليعقدوا صفقة معه فى حال خسارة مرسى التى كانت حتمية بل مؤكدة لولا سلاح الترهيب والتهديد والوعيد الذى روعوا به المسئولين والمجلس العسكرى بحرق مصر ليعلنوا فوز مرسى الخاسر فى الإتنخابات خوفا من بطش الإخوان الذى وصل تهديدهم إلى حد الإنتقام من أعضاء اللجنة العليا للإنتخابات وأسرهم . ولأنهم أهل دين فقد تركوا الدعوة وتفرغوا تماما لمغانم السياسة .
اليوم عادوا بعد أن زال حكم الإخوان , عادوا لكى يرثوا التركة لأنفسهم هذه المرة بنفس الأدوات الفاشلة التى إستخدمها الإخوان من قبل وهى التجارة بالدين من أجل مصالح دنيوية يحذرون الناس منها فى وعظهم ولا يحذرون أنفسهم منها , وكما قال الإخوان فى بداية الثورة أنهم ليسوا دعاة ثورة , ولم يشاركوا فيها فى البداية ثم إنقضوا عليها حين ظهرت بوادر نجاحها وصدق عليهم القول أنهم آخر من إنضم للثورة وأول من إنسحب منها , كما الإخوان كما السلفيين , لافضل لهم ولا دور فيها , المهم هو الإستفادة من الحدث وإدعاء أنهم شاركوا فى صنعه بل كانوا من أساسيات نجاحه , عادوا الآن كما تراهم يعترضون على تشكيل لجنة الـ 10 ثم لجنة الـ 50 ,ويخونون فى أعضائها المدنيين العلمانيين الكفرة , يفعلون هذا من أجل مكاسب شخصية دنيوية مغلفة بغلاف الدين , وبدأ سيل الإعتراضات ينهمر حول مواد الدستور من المادة الثانية إلى المادة الثالثة إلى المادة 219 وكأن المطلوب هو صناعة دستور دينى وليس دستور سياسى وإجتماعى للدولة والأدهى من ذلك أن نسمع أنهم يقومون الآن بعقد لقاءات مع مسئولين أمريكيين وأتراك فى محاولة لكسب تأييد لهم .
ولن أطيل فالكل يعرف أساليبهم التى لم تعد تقنع طفلا صغيرا , فالأطفال فى بلدنا وشبابها من الجنسين , ماشاء الله أصبحوا يفهمون أكثر مما يفهم هؤلاء المدعين , ولن تفلح دعوتهم ولن يفلح حشدهم الذى هددوا به فى التصويت بـ " لا " على الدستور الجديد , لقد إستوعب المصريين الدرس وهذا هو مالا يفهمونه .
عودوا لدعوتكم وأتركوا مصر فى حالها , فهى ليست فى حاجة لكم ولا لرأيكم ولا لحكمكم وحتى دعوتكم لا يحتاج إليها المصريين لأنهم مؤمنون والدعوة تكون للكافر لكى يسلم , قولوا عن أنفسكم وعاظا فى أمور الدين , حتى الفرق بين الدعوة والوعظ غائب عنكم , المصريون المسلمون يعرفون فى شئون دينهم أكثر مما تشتتون به عقول البسطاء من الناس , ويخافون الله أكثر مما تخافونه وبالرغم من هذا مفيش حد منهم طمعان فى الحكم زيكم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons