جففت مصر دموعها التى إنهمرت حزنا على ولدها الشهيد
اللواء نبيل فراج وربتت على كتف ولده الشاب الذى لم تتوقف دموعه الحزينة
على فراق أبيه وهو يصلى عليه صلاة الجنازة , مسحت مصر دموعها تخاطب الإبن
الحزين " لا تحزن ياولدى , أبيك بطل , تقدم الصفوف ليدافع عن بلده فى جسارة
لتناله رصاصات الغدر , لا تحزن ياولدى أبيك سقط مرتكزا على ركبتيه وذراعه ,
يحاول
التماسك لكن رصاصات الغدر كانت فى مقتل , فتهاوى
وهو يرفع أصبعه بالشهادة , رفعها وهو شهيد , لا تحزن ياولدى فأبيك مع
الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا , دفع أبيك وغيره الثمن عن طيب خاطر من
إجلى ومن أجلك ومن أجل كل أبنائى ولم يكن الأول وقد لا يكون الأخير , فى
حرب مع أعداء الله , المتاجرين بإسمه , جماعة مرسى سفاح مصر الحديث وجماعته
الدموية , جماعة القتل والدم والإغتيالات والحرق منذ أن أنشأها مرشدهم
الأول , جماعة تقتات على دماء المصريين وهذا البنا ليس بريئا من دمائهم ,
لا هو ولا من جاء بعده ليحمل لواء التكفير والقتل , هذا القطب , الكافر
بالمجتمع والناس ليسير تحت لوائه أمثاله من القتلة والسفاحين وليكون القدوة
لكل جماعات التكفير , لا تبكى يا ولدى , فقد إنتهى زمن هؤلاء وقُضى عليهم
بعد أن إعتادوا تمثيل دور الضحية ونجوا من الملك ومن عبد الناصر ومن
السادات ومن مبارك , هل تعرف لماذا نحوا , لأن الشعب كان يصدقهم وينصرهم
على الحكام , ولهذا نجوا , أما اليوم فخصومتهم مع الشعب بعد أن أدرك بنفسه
حجم الخديعة التى طالته على يد هؤلاء المجرمين , الذين يقتلون ويسحلون
ويحرقون وهم يكبرون والله برئ منهم ومن تكبيراتهم , كتب الله نهايتهم
وبأيديهم حتى يعم الصفاء والرخاء والأمن والأمان , وحتى تعود أبتسامة الرضا
للمصريين نابعة من قلوبهم النقية المؤمنة بالله وبدينه وليس بدين البنا
ولا قطب . "
وسكتت مصر وهى تتابع جموع الشعب فى جنازة الشهيد
ومعهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية وهتافات الجميع تهدر فى
أرجاء المكان " لا إله إلا الله , الشهيد حبيب الله " " الشعب يريد إعدام
الإرهاب " " شرطة وشعب وجيش إيد واحدة " وهدأ روع مصر وهى ترى وتتابع توحد
أبنائها وتلاحمهم مع المشهد المهيب الذى لا يعيه ولا يحس به من سلم عقله
للجماعة وسار فى ركابها الدموى , هم أيضا أبناؤها , ولكن كما هناك الإبن
البار , فهناك أيضا الإبن العاق , وكما كان هابيل , كان هناك أيضا قابيل ,
وكما هناك الخير , هناك أيضا الشر , أنجانا الله منه وكتب لنا السلامة
أجمعين , آمين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق