الجمعة، 12 أكتوبر 2012

لم تكن النظرة الأولى



  ( 1 )
لم يكن اللقاء الأول الذى جمعنا صدفة ولا النظرة الأولى التى لم يطل مداها ولا الحديث الأول الذى إقتصر على بضعة كلمات هو من جعل قلبى يخفق بالحب لها , هى دون غيرها , لا أرى أحدا سواها ولا أطيق صبرا على موعد لقاءها وأشتاق إليها فى وجودها حتى قبل أن تغادرنى , وأشتاق أكثر فى غيابها , وأشعر أن العالم مقفر دونها ولا أحس الشمس فى وضح النهار ولا القمر فى ظلمة الليل إلا وهى فى صحبتى أو رفيقة خيالى , فهى لاتفارقنى , لا نهارا ولا ليلا , تشغلنى وتشغل فكرى وتحتل قلبى , حتى أثناء نومى عندما أفلت من طغيان سيطرتها على فكرى , لا تتركنى , تأتينى فى أحلامى لأستيقظ وأنا أكثر إشتياقا لها , أتلهف على لقائها وتتثاقل عقارب الساعة وأنا فى إنتظارها .
لم يكن اللقاء الأول , حتى أننى أتساءل كيف ؟ , يتحدثون عن الحب من النظرة الأولى وهو ما لم يحث معى , فلا النظرة الأولى ولا النظرة الثانية ولكن كما يقولون فى الأمثال الشعبية , التالتة تابتة , نعم هى النظرة الثالثة فى لقاء ثالث , وإن لم يكن أى من اللقاءات الثلاث مدبرا بل كلها حدثت صدفة , صدف متتابعة على مدى زمنى قصير , ربما فى اللقاء الأول كان الحديث معها بضعة كلمات فى سؤال وجواب وفى اللقاء الثانى لم تكن هناك كلمات بل مجرد مرور عابر وتحية بالراس مع تمتمة شفاه غير مسموعة ولكن فى اللقاء الثالث كان مجرد سؤال من كلمة " ممكن ؟ " ورد بكلمة مثلها " تفضلى " ولكن هذه المرة رغم قصر الحوار اللفظى طال حوار العيون , قالت العيون كثيرا , السؤال والجواب لم يستغرق إلا ثوانى ولكن ماقالته العيون , عيناها وعيناى فاق هذا بكثير , فى هذه النظرات قالت لى عيناها , إنه أنت , وقالت لها عيناى , إنها أنت , كنت مشدودا لها وأخشى أن تفضحنى نظراتى أمام الموجودين كى لا أسبب لها أو لى حرجا , ولكنها إلتفتت لى مرة أخرى وأطلقت شعاع عينيها صوب عيناى مباشرة والتى أحسنت إستقبال الرسالة وردت بمثلها .
ولكن لم يكن لهيب الحب قد إشتعل فى قلبى , أو قلبها , إلا فى اللقاء الرابع والذى طال فيه اللقاء وطالت النظرات وطال الحديث , كان فى يوم  بأكمله بدأ من الصباح وإستمر حتى المساء فى رحلة إلى بعض معالم المدينة , رحلة كنت رافضا الإشتراك فيها ووافقت على مضض بعد ضغط من زملائى والتى إعتبروها فرصة تخفف عنى بعض من أعبائى ومعاناتى وفرصة لكى أتأقلم مع مجتمع جديد فرضته علىّ ظروف العمل , فرصة للتقرب إلى هذا المجتمع والتآلف معه وكانت هى واحدة من هذا المجتمع .
وجاء يوم الرحلة , أو قل جاء يوم اللقاء الرابع , لقاء لم أرتبه ولم أسعى إليه ولكنه قلب حياتى رأسا على عقب , كان يوما لا ينسى .
يتبع .....

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons