الكى بورد مش حا يعضك

بعد الميلاد

 هذا مقال لى نشرته فى " مصراوى " فى 18 مايو هذا العام تحت عنوان " ألف هل وهل " فهل ترى أن الحال مازال على ماهو عليه وأن هذا الكلام مازال ينطبق على أحوالنا وأحوال بلدنا إلى اليوم , أترككم مع المقال .

( هل تعبت من التفكير فى كل مايجرى على أرض مصر بعد إقتلاع رأس الظلم والفساد بها ومحاولة القضاء على ذيوله التى إنتشرت فى ربوع البلاد تنشر الفوضى والخراب , هل تعبت من محاولة إستيعاب ألغاز المجلس العسكرى التى تستعصى على الفهم والذى حول المرحلة الإنتقالية إلى مأساة , هل إنتابك اليأس من تحقيق أى منجز على أرض الواقع والظلام والفوضى يحيطان بنا من كل جانب , هل أصبت بخيبة أمل فى برلمان مابعد الثورة ورئيسه ونوابه وقراراته وتوجهاته , هل تشتت فكرك وأنت تتابع الصراع الدائر الآن حول إعتلاء كرسى الرئاسة ومن الذى يصلح له حقا , هل صدمت فى الجماعات الدينية وأقشعر بدنك بعد خلطهم الدين بالسياسة مما أساء اليهم لتمسكك أنت بالدين ورفضك إقحامهم له فى مطامع الدنيا , هل أحسست بالعجز وانت تتابع أخبارا تثار الآن حول تزوير محتمل تعد له الدولة والداخلية لكى ينجح شخصا بعينه فى الإنتخابات , هل أصابك الغثيان وأنت تكتشف كيف يتحول الإعلام كل فى مجاله تقوده بوصلة المصالح , هل حزنت أن يكون هذا حال مصر وقد كنت تتصور أن يتغير حالها إلى الأفضل , هل رأيت " الأنا " وماذا تفعل بالناس , هل فقدت الثقة فى المجلس العسكرى ومجلس النواب ومجلس الوزراء ومرشحى الرئاسة والأحزاب القديمة والحديثة والصحافة والإعلام المسموع والمرئى وكثير من رجال الدين والقضاة والمحامين والنائب العام والفقهاء الدستوريين الذين كانوا أصل المتاهة من البداية , هل ضاع أملك فى أن يكون لمصر دستور جديد بعد المسلسل الهزيل للجنة التأسيسية , وهل وهل وهل ؟

أقولها لك , لا , لاتيأس , فمصر الآن فى مرحلة الولادة وأنت تعرف كم هى عسيرة .

الشئ المؤكد الذى يجب أن تثق فيه , هو أن

مصر لن تعود مرة أخرى إلى الوراء وكل ماتراه حولك من منغصات إنما هو المخاض الطبيعى لما قبل الولادة , مصر كلها الآن فى الغربال , هل تعرف الغربال أوالمصفاة أو حتى ماكينة الدرس للحبوب , تغربل الجميع فيها ويتساقط منها الرابش والضئيل والتالف ولايبقى إلا الصالح , الحبة النقية النافعة .

تشبع بالأمل , مصر تولد الآن , وستراها غدا بإذن الله فى أجمل وأبهى صورة , بعد الميلاد . )

ها , ما رأيك , يا أخى قول حاجة , الكى بورد مش حا يعضك .

Posted in: مقالات