الخميس، 28 يونيو 2012

الرعب فى الشارع الخلفى


الرعب فى الشارع الخلفى


تطل شقتى على شارع عمومى أعانى منه الأمرين بسبب كل أنواع الضوضاء التى يمكنك أن تتخيلها وأكثر, من ضجيج السيارات وضوضاء إفتتاح المحلات الجديدة ومايصاحبها من سماعات الساوند الضخمة فى ضوضاء تفوق إحتمال البشر وخناقات لاتنتهى بين سائقى وأصحاب سيارات تصادمت سياراتهم أو سيارة صدمت أحد المارة وبين أفراح عادت إلى الشارع من جديد وطلقات الرصاص
والصواريخ إبتهاجا بالعرس ومهرجانات عرض عفش العروس الجديد وأصوات سارينات الإسعاف التى لايفسح لها أحدا الطريق ليس عمدا ولكن قلة حيلة , وصوت عربة القمامة المدمر لو تصادف وأتت بإنتظام وهى تلقى بصناديقها وكأنها تلقى بقنابل وصوت الباعة الجائلين والروبابيكيا الذين طالهم التطور الحضارى فأصبحوا يعلنون عبر ميكروفون عال قبيح الصوت , وكفى هذا , فقد تنتهى السطور قبل أن أنتهى من سرد كل مظاهر الإزعاج , ويطل الجانب الآخر من شقتى على شارع خلفى , وهو ليس شارع بالمعنى المعروف , ولاحتى حارة يمتد بطول يقترب من المائة متر ثم ينتهى بسد وبعرض أربعة أمتار ويمتاز بالهدوء النسبى قياسا بالشارع العمومى ماعدا بعض المشاحنات والخناقات بين الجيران أو بعض الشباب والتى سرعان ماتنتهى .
ومنذ ثلاثة أيام صحونا مفزوعين من نومنا على صوت طرقات شديدة عنيفة تهز أرجاء المكان مصحوبة بأصوات عالية وفتحنا النافذة بحذر لنتقصى الأمر , وأدركنا وسط ضباب من التراب أننا قد أصابنا الدور الذى أصاب معظم شوارع وحوارى وأزقة المدينة , كان العمال يقومون بهدم البيت المواجه لنا تمهيدا لبناء ناطحة سحاب فى الزقاق ذو الأمتار الأربعة , كنا نرى كل هذه المخالفات البنائية فى كل مكان وكنا نشفق على من بالجوار الذين كان عليهم أن يتحملوا قدرهم ونتعجب فى نفس الوقت من السكوت القاتل للمسئولين وكأن البناء يتم فى بلد آخر ومدينة أخرى , ولكننا الآن أصبحنا فى خط المواجهة وتحسبات وقوع كارثة قائمة فى أى لحظة سواء بإنهيار عقار مجاور أو إنهيار جزء من شقة قد تصيب من بجوارها ومن أمامها لاقدر الله , وبعد حوالى ساعتين كان قد تم تخريم الأسقف وهى المرحلة الأولى من الهدم وبدأ بعدها الرعب الحقيقى عند ما بدأ تكسير الحوائط والجدران وتتطايرت قطع الطوب والأسمنت المدببة الثقيلة لتطول كل مكان وسقط بعضها على سور البلكونة وكسرت جزءا منه , ليست عمارتنا فقط ولكن كل العمارات المقابلة والقريبة وتعالت صرخات السيدات والأطفال رعبا من المشهد الكابوسى الذى يتفوق على روايات فرانز كافكا الكابوسية .
ومازال الكابوس مستمرا وفيه البلطجية المكلفين بحماية العملية - والكسارات الآلية الضخمة - وكاسحات الهدم البلدوزرية - والمحليات العمياء عمدا - والمحافظ الذى لايعنيه الأمر من قريب أو بعيد .
متى هى حركة المحافظين الجدد والقضاء على فساد وتسيب المحليات ؟
هل مثل هذه الأشياء فى برنامج الرئيس محمد مرسى ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons