السبت، 23 يونيو 2012

البلطجى والصايع والسياسى



ليسوا بلطجية كهؤلاء الذين يروعون الشارع ويتحالفون مع السياسيين ومحترفى تخريب الوطن ولكنهم صيّع وضحايا مشردين لايخلو شارع فى بلادنا من بعضهم لفظهم المجتمع بلا رحمة كما لفظهم من قبل مايسموا والديهم الذين تجردوا من كل معانى الإنسانية عندما قرروا التخلى عنهم أو إرسالهم إلى أحضان الشارع القاسى بلا ذنب جنوه بينما
أقرانهم فى أحضان عائلات دافئة وبيوت نظيفة ومدارس عامة كانت أو خاصة ولكنهم فى عيون وقلوب والديهم مهما قست عليهم الأيام وتقلبت الأحوال , ومهما إختلفت أسباب الجناة فى تخلصهم من فلذة أكبادهم فهى لاتبرر ولاتنفى أنهم مجرمين ولايرقوا إلى مرتبة الحيوان إلا فى أدنى صوره , وتجد هؤلاء الضحايا فى كل مكان فى مواقف الميكروباص مابين سائق ومنادى يتصارعون على الركاب وعلى أحقيتهم فى الدور ويصل الأمر إلى التشاجر والسباب البذئ وربما تسيل دماء بعضهم من أجل قروش قليلة وتجدهم فى إشارات المرور بتنوع بضائعهم يصل بهم الأمر إلى حد الإستجداء كى ينجحوا فى بيعها ويتقوتوا بقروشها التى كسبوها وهؤلاء أيضا يمكن أن يتقاتلوا من أجل نصف أو ربع جنيه وتجدهم وقد تحايلوا بكل الأشكال ليتسولوا مابين فتاة أو إمرأة تلبس النقاب أو سافرة تدور بين المارة والسيارات وتجدهم فى الأتوبيسات والقطارات وفى المحطات وعلى الأرصفة ولاينجوا هؤلاء الضحايا من سلطان جائر عليهم يفرض سيطرته فى الشارع ويقاسمهم قروشهم بالإضافة لقسوة وإستغلال أمناء الشرطة وبعض رجال الشرطة السرية . ثم تجدهم فى النهاية وقد تجمعوا فى عشوائيات المدن يتزاوجوا وينجبوا ضحايا جدد ليكون مصيرهم الشارع الذى ضاق بهم 
.
هل تخاف منهم عندما تراهم وتتجنب الإقتراب منهم أو التعامل معهم ؟ الكثير منا يقعل هذا وله حق ولكن يوجد منا أيضا من يشفق عليهم ويتألم من أجلهم وماآلت إليه أحوالهم وهم فى النهاية لايزيدوا عن كونهم ضحايا , ليسوا فقط ضحايا الوالدين الذين تخلوا عنهم ولكنهم فى الأساس ضحايا نظام فاسد عفن وتجاهل مجتمعى متعمد دفع الناس دفعا نحو الأنا البغيضة التى تعنى أنا ومن بعدى الطوفان . ولا تملك إلا الأسى عندما تجد هذا القطاع الكبير خارج منظومة الأمة وبعيدا عن فكر كل رجالها السياسيين والدينيين والمفكرين والمصلحين والدعاه والكل فى الجرم شريك أصلى ولو حتى بالتجاهل .

الكل متواطئ إما بالصمت أو بالتجاهل فإذا كان توحش هذه الفئة قد تم على يد مبارك وعصابته فليس علينا أن نبرئ باقى المتورطين , فماذا فعل لهم الإخوان المسلمون على مدى تاريخهم الطويل , ماذا فعل لهم السلفيون , ماذا فعلت لهم منظمات حقوق الإنسان , ماذا فعلت لهم النخبة من أبناء هذا الوطن , ماذا فعلت لهم الأحزاب النائمة فى عسل مبارك سابقا والمجلس العسكرى حاليا , ماذا فعل لهم أبطال التوك شو وعلى رأسهم عمرو الليثى إلا إستغلالهم والمتاجرة بآلامهم فى تقارير تليفزيونية مهينة ذات خلفيات موسيقية حزينة ثم لاشئ , يفضح المستور منهم والذى وثق فيه بلا ثمن . ماذا فعل لهم مجلس الكتاتنى الذى لايهش ولاينش وأثبت يوما بعد يوم أن وجوده مثل عدمه حتى تم حله ولكنهم لايفقهون ماذا كان فى البرنامج الإنتخابى لكل من أبو إسماعيل وأبو الفتوح وصباحى وموسى ومرسى وشفيق المتصارعون على الرئاسة حتى اللحظة وكل مرشحى الرئاسة من حلول لهؤلاء الضحايا بعيدا عن اللغو العام الذى لايغنى ولايسمن من جوع حتى يخرجوا من تحت الأرض ويبرزوا ويسيروا على سطحها كمواطنين لهم حق الحياة الكريمة وكبنى آدميين كرمهم الله سبحانه وتعالى وتذكروا أيها المتصارعون أن كل نفس بما كسبت رهينة .
إن هؤلاء الضحايا لو تبدلت أحوالهم لأصبحوا قوة لايستهان بها , قوة يستفيد منها المجتمع ولا تكون عالة عليه ومصدر إزعاج له وعائق فى طريقه , إن إعداد المواطن وبناؤه أهم بكثير ياأولى الألباب من المتصارعين المتهافتين على جاه الدنيا وزخرف حكمها وياويلهم من الله لو كانوا من المتاجرين بكلامه .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons