الجمعة، 8 يونيو 2012

ليست تحويشة العمر فقط

ليست تحويشة العمر فقط , بل العمر ذاته , وبالأمر


" أنا مش عارف أعمل إيه , أنا إحترت , وأتلقى يوميا كم كبير من البلاغات عن كل هذه المخالفات ولكنى لا أستطيع التصرف ولا أستطيع منعها , ليس لدى أمن يعاوننى , ماذا سأفعل وحدى , كل ماأرجوه هو أن يتوقف الناس عن شراء شقق فى تلك العمارات المخالفة "

كانت هذه الكلمات لمحافظ الأسكندريه لمذيع القناة الخامسة على التليفون بعد أن إزدادت الشكاوى من حمى البناء المخالف التى إجتاحت المدينة والتى كانت تتم بسرعة وعلى إستحياء بعد الثورة إستغلالا لحالة الإنفلات الأمنى والإدارى وخلال الفترة الإنتقالية ثم أصبحت تتم بمنتهى الفجور والبجاحة دون أى إعتبار بعد أن أدرك الجميع أن الغياب الأمنى المصطنع سيطول أمده .
وكذلك بعد أن بدأت بشائر سقوط العمارات وسقوط الضحايا وضياع تحويشة العمر لتصبح كوم تراب أو ضياع العمر ذاته تحت أنقاض عمارة بنيت فى غفلة متعمدة من القانون الغائب بفعل فاعل , وأيضا إنهمرت الشكاوى المرة من مواطنى المحافظة الذين يستجيرون من تأثير البناء المخالف على العمارات التى يقطونها والتى يمكن أن تنهار بين لحظة وأخرى ويصبحوا ضحايا جدد تحتل صورهم وحكاياتهم صفحات الجرائد . وأطلق المواطنون عليها عمارات الموت وعمارات اليوم الواحد بسبب البناء السريع لأبنية هشة عرضة للكوارث فى أى لحظة . وقد حدث , والخوف أن تزداد الظاهرة لاقدر الله رفقا بأصحابها .

وعلى لسان أحد المقاولون الصعار قال إن كبار المقاولين قد " رموا كرشهم " فى بناء هذه العمارات ويقصد إستخدموا كل أموالهم فى إستغلال الفرصة المتاحة التى لن يجود الزمن بمثلها , وأن إحتياجهم للمال لدفع أجور العمالة لديهم يدفعهم لقبول أى ميلغ مهما كان صغيرا كعربون لتملك الشقة وأيضا لجؤوا إلى تخفيض سعر الشقق وأصبحت كل هذه التنازلات حافزا للضحايا الجدد , فهؤلاء المقاولون لايهتمون إلا بجمع مالهم مع الأرباح ثم ترك الجمل بما حمل دون أى مسئولية وتتفرق دماء الضحايا أو مصابهم بين القبائل هذا إن بحث أحد أصلا فى حقوق هؤلاء الضحايا .
قال لى صاحب محل تم هدم العمارة التى بها دكانه لإعادة بنائها " كل البنا الجديد يخوف , بس تعمل إيه , آدى الله وآدى حكمته ,حسبنا الله ونعم الوكيل . "
غياب أمنى متعمد , نعم , ليس فى البناء فقط بل فى معظم نواحى الحياة المصرية إن لم تكن كلها فى سنة التأديب الجماعى المتواصل بلا رحمة الذى يتولاه العسكر ومن عاونوهم عقابا للشعب على قيام الثورة .
عمارات الموت التى غزت معظم شواره المدينة وحواريها تغرى الناس بسكناها , وحرام عليهم أموالهم وأهلهم وأولادهم يضحوا بهم فى لحظة ضعف تأكل أخضرهم ويابسهم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons