الأربعاء، 6 يونيو 2012

قصة قصيرة " النصف الثانى "

النصف الثانى   

كانت المرة الأولى التى ألتقى فيها بصديقى بعد زواجه فى المقهى الذى إعتدنا قضاء جزء كبير من أوقاتنا فيه , ولم يطل بنا المقام , كعادتنا فى الماضى , فسرعان ما نهض وأعرب عن رغبته فى الإنصراف والعودة لمنزله وداعبنه " ألهذا الحد إشتقت لزوجتك " فرد بالإيجاب وأخبرنى أنه وعد زوجته ألا يتأخر كثيرا وعن عزمه أن يشترى لها هدية وقد يستغرق هذا بعض الوقت وطلب منى أن أصحبه إلى المحل المواجه للمقهى فأعتذرت لعدم درايتى بهذه الأمور ووعدته بالإنتظار حتى ينتهى من شراء الهدية .
كان سعيدا وكان يحاول تصدير هذه السعادة إلىّ وهتف بى " ياأخى إتجوز وإتلم فى بيت بقه , والله الجواز حلو . "
إبتسمت وقلت له " مانت عارف رأيى , لسه مالقتش نصى التانى , لما ألاقيه حابقى أتجوز , أنا مش حاتجوز كده أى كلام ,وألا أى واحدة . "
قال وهو ينزل الرصيف " يارب تلاقيها ياأخى , غلبتنا بنصك التانى ده . "
تابعته وهو ينتقل إلى الرصيف المقابل ثم وهو يدخل المحل وبعد فترة وجيزة لم أطق البقاء وحيدا هكذا فأنهيت فنجان القهوة الذى أمامى ودفعت الحساب وقررت التوجه إلى المحل وأنتظر صديقى خارجه حتى ينتهى من مهمته , ووقفت أمام المحل والقيت نظرة سريعة على واجهته ثم تجولت بنظرى على إمتداد الرصيف .

وهناك على بعد أمتار قليلة رأيتها , واقفه على باب محل ويبدو أنها مثلى تنتظر أحدا بالداخل يشترى شيئا , لفتت هذه الفتاة نظرى بشدة وبهرنى جمالها الهادئ وقوامها وردائها والسماحة التى تسكن وجهها , وإنتفض قلبى وأنا أراها تنظر لى هى الأخرى بل ألمح على وجهها إبتسامة ولاتبعد نظراتها عنى إلا لحظات خاطفة تتابع فيها من بداخل المحل , ياربى , أتكون هى ؟ النصف الثانى الذى طال إنتظارى له , هل تحققت دعوة صديقى بمثل هذه السرعة .
خرج صديقى حاملا هديته ووجدنى أنتظره وإنتابتنى الحيرة هل أرافقه وأفقد فرصة التعرف على الفتاة أم أتركه يمضى إلى بيته السعيد علنى أظفر ببيت سعيد مثله , ومع تردد خطواتى وتردد قرارى وجدت الفتاة تتجه ناحيتنا وقد إتسعت إبتسامتها وكان معها سيدة ما أن لمحتها حتى عرفت أنها أختى الكبرى التى نادرا ماأزورها وفى فترات تمتد لسنوات .
إلتبس على الموقف مع إقتراب أختى فاتحة ذراعيها لإستقبالى وعانقتنى وهى تعاتبنى على ندرة الزيارة وأنا أتعلل لها كالعادة , ثم وقفت متحيرا بإبتسامة بلهاء إنتقلت من وجه أختى إلى وجه الفتاة التى إتسعت إبتسامتها ونظرت إلى أحتى قائلة : "مش قلت لك مش حايعرفنى "
إتسعت إبتسامتى البلهاء وهى تصيح فى لوم تذكرنى " أنا حنان , أنا بنت أختك ياخالى . "  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons