الأحد، 27 أبريل 2014

تياترو مصر الإعلامى - أحمد موسى والبالالم

فى المقالة الثانية من " تياترو مصر الإعلامى " الذى فاق كل الحدود , وفى خضم هذا الطوفان الفضائى يزداد يوميا عدد القنوات التى تستقطب كل من هب ودب من إعلاميين لكى يحتلوا شاشاتها فى برنامج واحد لا يتغير وهو التوك شو , بشكل يجعلك تترحم على إعلاميين زمان الذين كانوا يجتهدون من أجل التنوع والتغيير لدرجة أن تشابه برنامج مع آخر كان حالة نادرة ومخجلة أيضا , أما اليوم فبرقع الحياء إنخلع إلى غير رجعة مع إعلاميين يهدرون جمال اللغة وعنوانهم اللغوى هو العامية الشوارعية , وأصحاب قنوات ليس لهم هم إلا كم الإعلانات الذين يغتالون بها جمهور المشاهدين مرارا وتكرارا وكأن هذه الإعلانات قد أصبحت بتراب الفلوس بعد أن كان إذاعة إعلان واحد ولمرة واحدة قبل مسلسل أو مباراة كرة قدم يتكلف الآلاف وذلك منذ عشرات السنين فما بالك باليوم .
يحتل الأستاذ أحمد موسى مكانة وسط هؤلاء الإعلاميين الذين هجروا الصحافة من أجل شهرة ومال التليفزيون متماشيا مع نفس النهج الذى ينهجه زملائه السابقين والذى سينهجه بالطبع زملائه اللاحقين فى زمن قنوات الإعلان التليفزيونية , وعندما كنت أريد أن أقدمة كانت تخطر على بالى هذه الكلمات أنه وطنى ومخلص قد يشوبه الكثير من الإنفعال والمبالغة الشديدة التى تصل إلى حد النكتة الشهيرة " البالالم جاى " ثم تجد أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة التى إفتعلها , وأيضا من عيوبه القاتلة عدم الحيادية وينحاز لما يتكلم فيه ومن يتكلم عنه إلى حد أن يصبح مثل الدب الذى قتل صاحبه , وأيضا من صفاته البارزة هى عدم التجميع والتكلم فى أكثر من موضوع فى وقت واحد دون أن ينهى أحدهم بما يذكرك على الفور بالكوميدى الراحل يونس شلبى , لكن بعد ماحدث فى حلقتى الأمس الثلاثاء 22 أبريل ويوم الأثنين السابق له 21 أبريل لا يمكن أن أصفه أنه مخلص أو أنه يلتزم الحقيقة حتى لو تعارضت مع معتقداته .
عبد الفتاح السيسى لا يحتاج بوقا يتحدث عنه فهو فى قلوب الجماهير وأنا منهم لكن أن ينتهج أحمد موسى مبدأ الإنحياز للمشير السيسى ومبدأ الهجوم اللاذع لصباحى وعدم الحيادية فى التحدث عن كليهما خاصة وأن الإعلام لابد أن يكون محايدا بغض النظر عن وجهة نظره وخاصة أن حديثه عن صباحى لا يخلو من السخرية وتقليل الشأن للحد الذى يصل للتحقير وهذا كله متوازيا مع حديث المديح المتواصل والمؤيد للمشير السيسى والذى قد يدفع البعض إلى كراهية مايشاهد وما يسمع وهو يرى تأييدا متواصلا لمرشح وهجوما شرسا على مرشح آخر من منبر إعلامى يفترض فيه الحياد لدرجة أن الكثير من محبى ومؤيدى السيسى قد إستهجنوا تلك الطريقة التى يتبعها أحمد موسى والتى وصلت إلى حد أن يقيم إستفتاءا على الهواء يضيع فيه نصف وقت البرنامج وهو يتكلم عن السيسى بفرحة ثم وهو يبتسم بسخرية عندما يتحدث عن صباحى , أنا هنا أتكلم عن الحيادية , فالمواطن المصرى هو الذى لديه الحق فى مدح هذا أو ذم ذاك وليس إعلامى مهمته هى بيان الحقيقة , ولا يعنى هذا الحديث أننى مع صباحى أو مع تصريحاته الغير موفقة على الإطلاق والتى تبعث على الأسى حقيقية أن ترى رجلا كان متاوزنا حتى وقت قريب ثم تجده وقد تحول للعكس تماما فى إصرار غريب على تشويه كل شئ يتصل به ومتعجلا قبل فترة الدعاية ومتسرعا فى تصريحات غريبة وهى التى تسحب من شعبيته كل يوم , ولكنى مع الحق , تكلم يا موسى عن الجميع بلغة واحدة وبتعبير واحد وكن محايدا وقل الحقيقة عن هذا وعن ذاك بحلوها ومرها , هاجم هذا وإمدح هذا ولكن بحيادية وبلا تحيز , حتى لا تصبح مثل الدب الذى قتل صاحبه وهو مالن يحدث بالرغم من مخالفاتك المشينة .
الحادث الثانى والأسوأ كان مافعله فى اليوم التالى , يوم الثلاثاء 22 أبريل عندما تحدث عن واقعة اللاعب المقدس للنادى الأهلى المقدس عماد متعب , وعلى فكرة التقديس , يأتى دائما من مشجعى الأهلى سواء فى الحق أو فى الباطل , ومن أجل عيون متعب يشن هجوما على الشرطة وربط بين إصرار الشرطة على تطبيق القانون على متعب وعن تسيبها فى مواجهة جماعة الإخوان " إشمعنى ؟ " وإنتقل بعدها ليتحدث  فى موضوع  الهجوم على الكمائن وكيف لا تستعد الشرطة له وتؤدى واجبها كما تؤديه اليوم مع طاهر اللسان متعب " إشمعنى ؟ " بل أنه عندما لام زوجة منعب على لفظها الجارح فى حق الشرطة عندما قالت " ماينفع معهم هو ألتراس الإخوان " بمعنى أن الألتراس هى إللى مربية الداخلية , وعاد ليتراجع بعدها بأنها لو ثبت أنها قالت هذا الكلام يمكن أن تعتذر " ببساطة كده " , ومتعب يهين الشرطة ويعتذر , لماذا يفعل أحمد موسى هذا كله , لأنه أهلاوى , أى رجل الباطل الذى يستحل أى شئ فى سبيل الأهلى المقدس ولم ينسى بطريقة سخيفة للغاية أن يشمت الشماتة الكبرى فى هزيمة الزمالك ويعاتب بسخرية ميدو على الهزيمة ناصحا إياه بشماتة " إبقى إشتغل شوية ياراجل " 
أحمد موسى , يهدر صوته عاليا بما تمليه عليه رغباته ويتكلم حسب هواه ومصلحته بدرجة لا تنذر بخير وأظن أيضا بعد ماحدث بالأمس أنه يعمل لحساب هواه ومصلحته ولا ننسى الزفة الكبرى التى كان هو صاحبها عن التجديدات فى قناة التحرير التى كان يعمل بها وأن التحرير كذا وكذا والجديد كله فى التحرير وشكل البرامج والبرامج الجديدة ووو , وتحسب من كل هذا أن إرتباطه بقناة التحرير إرتباط دائم وأبدى ليفاجئك ذات يوم أنه سوف يترك القناة , هكذا ببساطة تركها من أجل قناة صدى البلد وأسأل نفسك هل حبا فى صدى البلد أم فى المبلغ المحترم الذى سيتقاضاه من صدى البلد ؟ ورغم أنه يثرثر كثيرا إلا أنه لم يثرثر لنا بأسباب ماحدث .
شخصية تحمل كل المتناقضات والشئ وعكسه وليس الوضوح والصراحة كما يدعى , ولا أتجنى عليك أو عليهم فـ " أفعالكم تدل عليكم " ومن المؤسف أن يصل الحال به بعد تجاوزاته وملل مايعرضه وعدم حياديته أن يقوم المشاهد بتغيير القناة , عفوا غلق الجهاز فلا جديد عند إخوانه فى بقية القنوات .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons