الأربعاء، 19 مارس 2014

جريمة عادل نزيه

" إذا لم أستشعر الحرج , فعليك بردى , وإن لم تفعل فسأقوم بتأجيل القضايا شهرا وراء شهر حتى تعلم أن زمن القضاء الحق قد ولى وإنتهى , فأنت فى زمن الباطل الذى يرقد القضاء فى دركه الأسفل ."
هذا القول أتخيله على لسان 99.9 % من قضاة ومستشارين مصر , رغم اللبانة التى يلوكونها عن  القضاء
العادل النزيه والناجز والحر والمستقل , كل هذا الكلام ترهات , قالوه عن أنفسهم , وفى أنفسهم وصدقوه , بينما الواقع يقول أنهم عرايا أمام المجتمع بأكمله وليس لديهم إلا وأد الحق والعدل ومؤازرة الباطل .
وكأنهم لا يعيشون بيننا , وكأنما أصابهم العمى فلا يرون الجرائم ترتكب جهارا نهارا , وكأنما أصابهم الصمم , فلا يسمعون ما يندى له جبين الحر " وهم ليسوا بأحرار " وعندما يصلهم الجانى مكتمل المستندات التى تدينه وتستوجب الحكم عليه على وجه السرعة , تجدهم وقد أصابهم الشلل يبتكرون من فنون التباطؤ والتواطؤ والتأجيل والتسويف الذى يثبت أن هؤلاء ليسوا أبناء هذا الوطن ولكنهم أبناء مصالحهم ومصالح من تتوافق معهم مصالحهم , يثبتوا يوما بعد يوم أن أسوأ ما يصيب أمة أن يفسد قضاؤها , وللأسف هم فاسدون ومفسدون .
بدأ فسادهم منذ زمن طويل , ترعرع ونما مع معظمهم فى عصر المفسد الأعظم " أبو الفساد المصرى المعاصر حسنى مبارك " وزاد وترعرع مع الباقى منهم على يد المفسد الأعظم " أبو الفساد الإرهابى المتمسح بالدين حسن البنا " , نعم بدأ فسادهم متذ سنوات طويلة , ونهبوا أموالا حراما من مجرمين عتاة من أجل إبراء ساحتهم , لا يهمهم إلا حصانة يتكبرون بها على الناس , يرتكبون الموبقات ويرفضون الإتهام ويشعلونها حربا على من يجرؤ ويتصدى لبعض فسادهم , أدعوك لدخول أى بيت لأحدهم وسوف تذهل من كم الهدايا والتحف والبذخ الذى يمتلأ به دار القاضى العادل ولا يتفق أبدا مع أى دخل طبيعى مهما كان سواء كان دخل عمله أو دخلا إضافيا .
ولكن بعض الصور المضيئة هى التى تحسن صورة من لا يستحق أن تكون صورته حسنة , تلك الرموز الوطنية الخالصة التى أُحسن تربيتها وتنتمى لهذا الوطن حقا , وهؤلاء من نسبة 1% التى نجت من فساد القضاة , " أخجل وأنا أقول قضاة , وهم أبعد مايكونوا عن القضاء والعدل " , هذه الرموز الوطنية التى لا تخشى فى الحق لومة لائم ولا تخشى إلا الله الحق العدل , لا يرهبهم السلطان ولا يميلون مع السلطة فى سطوتها وطغيانها وإرهابها ومنهم المستشار محمود حمزة رئيس محكمة جنح الأزبكية الذى تصدى لمرسى ونائبه الإخوانى الملاكى , ومنهم أيضا المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الذي تولي التحقيقات في أحداث قصر الاتحادية وأفرج عن معظم المتهمين الذين أرادوا الإخوان أن يلبسوهم التهمة , وأيضا المستشار المحترم خالد محجوب الذى نظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون وتهريب مساجينه أثناء ثورة 25 يناير ولم يرهبه محاولة رد المحكمة ولا تهديدات الإخوان وإتهم مرسى بأنه ضالع فى القضية , وغيرهم من هذه النسبة البسيطة التى تراعى الله وتخلص فى عملها , وليس هؤلاء المرتعدين الخائفين المتنصلين من أداء واجبهم وسيحملون وزر الشهداء مع قاتليهم ودعاء أهالى الشهداء عليهم .
وكما ننادى بتطهير كل مؤسسات الدولة من الإخوان علينا أن نبدأ , وبجدية , فى تطهير مؤسسة القضاء من الإخوان ومن الخائنين .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons