السبت، 1 فبراير 2014

صباحى الخبيث يلعب بالنار من أجل حلم الرئيس

من المؤكد أنه كان أسعد الناس يوم عزل مرسى فى 3 يوليو , فقد أيقن أن حلم الرئاسة وحكم مصر قد إقترب وبات فى حكم الممكن , منافسيه السابقين لايمكن أن يطاولوه , أحمد شفيق , هارب , ولن يغفر له الناس هروبه , لا يحمل هم أبو الفتوح , لأنه سبق أن تفوق عليه سابقا , وليس لباقى المنافسين , إن حاولوا فرص نجاحه , إذن , أنت الرئيس يا صباحى , وعليك أن تستعد للتتويج , وإن حاول البعض أن يفضح سقطاتك خلال عام مرسى , فما أسهل تبرير المواقف , ولى الحقائق , وسيصدقك الناس , وليس أمامهم إلا أن يصدقوا , فهل هناك بديل غيرى يمكن أن يقبلوا به رئيسا ؟
وكانت الصدمة الكبرى عندما وجد الناس تلتف حول منقذهم , الرجل الذى قدم أوراق إعتمادة , مضحيا بنفسه, بمنصبه , بحياته , لكى يلبى نداء الشعب الذى على حد قوله " لم يجد من يحنو عليه ", بل وجد من ينصب عليه معتليا سارية قارب المصلحة دون أن يقدم عملا واحدا أو دليلا أنه مع الشعب , الشعب الذى لن ينسى أن صباحى , بالتحالف البغيض مع البرادعى كانا السبب الرئيسى لمذبحة الإتحادية عندما طلبا من الناس أن ينسحبوا فى اللحظة الفارقة التى كان فيها مرسى قاب قوسين أو أدنى من السقوط , السقوط الذى كان لايمكن بعده أن يعلو صوته البغيض بكلمة شرعية , فسقوطه كان حتميا فى هذه الليلة لولا قارب النجاة وقبلة الحياة التى وهبها له " مفجر الثورة " البرادعى و " مرشح الثورة " صباحى " .
ما العمل إذن ؟ , وشعبية السيسى فى إكتساح , والجماهير تطالب به وترجوه أن يقبل الترشح , وأنضم إليهم شرفاء العرب راجين من الرجل قبول الترشح لأن آمال الأمة التى تمزقت معقودة على رجل مثله , بطل , جاء فى زمن ندر فيه الأبطال , ماعدا حفنة من عملاء الداخل والخارج .
لم يحاول صباحى حتى أن يركب موجه الشعب " ليس لصالح الشعب بل لنفسه ", ففى الأمور الهامة التى أيدها الشعب , عارضها أبو الحريات حمدين , حرس جامعى , لا , لن يعود , قانون مظاهرات , لا , قيد على الحريات , محاكمات عسكرية , لا , فهى طغيان , يقف موقف المعارض من مطالب أرادها الناس من أجل مواجهة طغيان إرهاب الإخوان وحلفائهم , فى وقت لا تنفع فيه رفاهية حقوق الإنسان التى أهدرت قبل وبعد الإخوان ولم يحرك لها ساكنا , فهو مثله كمثل سيد المتآمرين , البرادعى , مع حقوق الإرهابيين فقط  .
إذن , كيف يعلو بنفسه ويتخلص من السيسى , عليه إذن أن يتلاعب بالحقائق للتقليل من دور السيسى ويعلن رفضه لفكرة أن ثورة 30 يونيو هى التى أنجبت عبد الفتاح السيسى كبطل شعبى , يقول إن البطل والقائد الحقيقى فى ثورتى مصر هو الشعب المصرى , وأنه في الموجتين كان الجيش الوطني الباسل نصيراً للشعب , وبهذا يسحب البطولة من السيسى خاصة ويمنحها للجيش عامة ويقول أن كل محبة موجهة للسيسي هي محبة يستحقها لأنه يمثل هذه المؤسسة الوطنية . حق يراد به باطل , فلا ينكر أحد أن الشعب المصرى كان القائد وأن الجيش كان نصير الثورة , ولكن هل قام الجيش من تلقاء نفسه, أم أن هناك من أعده لهذه اللحظة , وهناك من واجه طغيان الرئيس موجها له الإنذار تلو الآخر حتى يستجيب لمطالب الشعب , وما وجه الشبه فى وقوف طنطاوى فى جانب الشعب فى 25 يناير ووقوف السيسى بجانب الشعب فى 30 يونيو .
ويبدأ فى بث نواياه ويؤكد أن الحل الأمثل هو أن يبقى الجيش في مقامه بعيداً، حامياً للثورة لا حاكماً، وأن يبقى السيسي في مكانه متمتعاً بهذه المحبة الشعبية على رأس هذا الجيش الوطنى , " إبسط ياسيسى , بطل ومحبة شعبية , بس إبعد عن الرئاسة " ولكن كان أخطر ماقاله هو تخوفه أنه إذا ما أُنتخب رئيساً من الجيش " يتجنب ذكر السيسى " ولم يحقق مطالب الشعب واضطر الشعب أن يثور ضده ، ففي هذه الحالة قد ينحاز الجيش للرئيس العسكري ويصبح الجيش في مواجهة الشعب للمرة الأولى في تاريخه .
ولا ينسى نفسه فى النهاية قائلا بعد أن بث سمومه إنه يقدم نفسه مرشحاً للرئاسة من أجل إنجاز برنامج يعبر عن الثورة ويحقق مطلب العدالة الاجتماعية وحياة ديمقراطية وتحقيق الحريات وعدالة انتقالية واستقلال وطني لمصر , ولم ينسى أن يتاجر بالأجيال الجديدة وشباب الثورة فى بناء دولة شابة , ويقول الحالم بمنصب الرئيس أنه إذا أعلن السيسى تعهده بتحقيق هذه الأهداف فسيدعو القوى الثورية " الذى هو صاحبها وتنتظر أوامره " للوقوف خلف هذا البرنامج من أجل إنجاز الدولة الوطنية " بشراكة حقيقية بين قوى الثورة والجيش " أى أنه يضع الجيش فى جانب وقوى الثورة فى جانب آحر , ثم ينهى بالطامة الكبرى أنه ليس مستعداً للتفريط في برنامج الثورة " ثورته ولن يفرط فيها " " وليس مستعداً لشق الصف الوطني " هو صاحب الصف الوطنى وليس مستعدا لشقه " وينسى أنه هو من شقه بعد أن قسمه قوى ثورية وجيش , ثم يؤكد فى نهاية مسلسل الفرقة أنه مستعد لأن يدعم أي رئيس يحقق أهداف الثورة , " يعنى حسب الظروف ممكن يُضغط عليه لصالح غيره من المتآمرين , فيتخلى عن حلم الرئاسة .
صباحى يلعب بالنار , مثل الإخوان , وشعاره , إما أنا , أو أهدم المعبد على الجميع , وينسى أنه إنما يهدم المعبد على نفسه .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons