الجمعة، 16 مايو 2014

السيسى إخوان !!!

فى يوم جمعة فى منتصف شهر مارس عام 2013 , كنت فى زيارة لأحد أقربائى فى مستشفى القوات المسلحة برأس التين " المستشفى البحرى " وقضيت معه وقتا أسعدنى فيه إهتمام هيئة التمريض والنظام الذى هو سمة من سمات العسكرية المصرية , وبعد إطمئنانى على صحته وعلى الإجراءات الصحية التى سوف تتبع معه من تحاليل وأشعات , غادرته على وعد منى بالعودة لزيارته لمعرفة آخر تطورات حالته ونتيجة التحاليل والتى سوف تحدد إما علاجا أو تدخلا جراحيا .
غادرت المستشفى قاصدا وسيلة مواصلات وهى فى الغالب ميكروباص قد لا يكون مباشرا لمحل سكنى فى سيدى بشر , كان تيار الهواء شديدا فى المنطقة التى كانت خالية تقريبا من أى وسيلة مواصلات , وأسعدنى الحظ بوصول ميكروباص ركبته على الفور وأنا سعيد بإعلان السائق أنه سوف يقصد سيدى بشر , حمدت الله أن الأمر لن يستدعى تغيير ميكروباص بآخر وجلست فى مقعد فى منتصف السيارة والتى إنطلقت تجمع زبائنها على إمتداد الطريق التى تسير عليه .
عند الأنفوشى صعدت سيدة وجلست بجوارى حيث كان المقعد الوحيد الخالى , فى لمحة واحدة أثناء ركوبها وجلوسها رأيت أنها سيدة على أبواب الخمسين أو تجاوزتها وكان الملفت فيها ثيابها الشبابية وشعرها المجعد والمنسق وقليل من المكياج على وجهها وما أن أخبرت السائق عن وجهنها " جامع إبراهيم يا أسطى " حتى تيقنت أنها أحدى الناشطات اللاتى يتجمعن فى جامع إبراهيم كل يوم جمعة للتظاهر والإحتجاج والذى كان فى أوجه هذه الأيام ضد سياسة مرسى والإخوان المسلمين , ولا أتذكر السبب الذى فتح حوارا بينى وبينها حول أحوال البلد والسخط واليأس العام من إمكانية حدوث شئ للخلاص من هذا الوضع المزرى , وبادرتها بقولى أن هناك أمل فى الجيش وقائد الجيش الفريق أول السيسى , وما أن سمعت الإسم حتى صدمتنى وبسرعة مستنكرة " السيسى ؟ , السيسى إخوان " ومع صدمتى فى الأمل الوحيد , وأقول صدمة , لأنها ناشطة , إذن لابد أن لديها معلومات , مضت تعدد أسباب أنه إخوان وكيف أنهم وضعوه على رأس الجيش لأنه منهم ووو , ومضت تعدد الأسباب التى تثبت أنه إخوان وأن الجيش قد ضاع كما ضاعت مصر .
لم أكن أعرف السيسى إلا إسما ولم أكن رأيت له صورا كثيرا غير الصور التى كان يحلف فيها اليمين بحيث يصعب على أن أحدد ملامحه بدقة ولكن كانت لدى ثقة وأمل فى أنه أحد أبناء جيش مصر العظيم وإنه لن يتخلى عن مصر وشعب مصر وجيش مصر ويسير فى ركب الإخوان , كانت الصدمة شديدة بقدر ثقة السيدة وهى تنطق بكلامها , لكن رغم الصدمة لم أفقد الثقة فى أن الرجل مع مصر وشعب مصر , وأدركت بعد 30 يونيو كم كانت هذه السيدة مخطئة ومتجنية فى حكمها عليه وأنها لا تعرف إلا ممارسات الناشطات التى لا تؤدى إلى نتيجة بل كلها مهاترات , حيث تبين أن السيسى فى هذا الوقت كان يتصدى لكل مخططات الإخوان سواء فى سيناء أو حلايب وشلاتين أو فى البحر الأحمر , كانت السيدة تقول أنه إخوان فى الوقت الى كان الإخوان يخططون للتخلص منه .
وجاء 30 يونيو ليثبت هذا الرجل العظيم أنه إبن مصر ولبى نداء الشعب الذى زلزل الميادين وهو يستنجد به " إنزل يا سيسى " هذا الرجل العظيم الذى لا يحتاج منى كلاما يبرر عظمته وإسترجاعه لدور مصر القيادى والإستقلالى والعربى وأحيا القومية العربية من جديد , كان أقل مايمكن أن يفقده هو منصبه , وكان ممكن أيضا أن يفقد حياته مع فصيل لا يهتم إطلاقا بحياة البشر , هذا هو الرجل الذى قلتى عنه أيها الناشطة الشمطاء أنه إخوان , سامحك الله , فلم نأخذ منكم سوى المهاترات والتضليل .
يوم 26 و 27 مايو يوم إنتخابات الرئاسة الذى رشح فيها السيسى نفسه بناء على تكليف الشعب له يوم 25 يناير , والملايين التى إستنجدت به فى 30 يونيو ولبى ندائها , مطلوب مها أن تلبى نداء الوطن وتنزل بكثافة أكبر لكى تقول كلمتها من أجل مصر .
ياشعب مصر العظيم , أنت صانع المعجزة , واصل هوايتك فى صناعة المعجزات , واصل هوايتك فى إبهار العالم لتقول للجميع " مصر عادت " ولن تتنازل عن إستقلالها بعد اليوم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grocery Coupons